شعب واحد..

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 01 أيلول 14 0 دقائق للقراءة
شعب واحد..
دمشق- يوم من ايام الصيف في منتصف ثمانينات القرن الماضي تعبر سيارة فارهة أوتوستراد المزّة بسرعة قصوى. تصل إلى فندق «شيراتون». يترجل أطفالٌ، وسيدة ترتدي ملابس باريسيّة، يتقدّمهم رجل بسيجار طويل، يكاد طوله يعادل طول سيارته، ذات اللوحة اللبنانية.
في بهو الفندق قبلات وتحيّات كثيرة. هنا الأصحاب والأصدقاء كلهم، «نخبة» من اللبنانيين «الهاربين» من أتون حربهم.
يخرج ذو السيجار حفنة ضخمة من أوراق نقدّية من فئة خمسمائة ليرة سوريّة ويعطيها الى الأكبر من أولاده. «إذهبوا للتبضّع وتناول الحلوى، لكن لا تتأخروا، فسهرة الليلة من العمر...».
البقاع- يوم من أيام الصيف في ثمانينات القرن الماضي
جلف. يمشي يتقدّمه كرشٌ لا يليق بأي رتبة عسكريّة. من حوله مسلحون من فقراء المدن السوريّة، تحوّلوا، بفعل الأسلحة التي وزّعت عليهم، إلى أشباه طغاة، على قياسهم طبعاً. الأسلحة، والسيارات الحديثة التي يسيّرونها في مواكب تلبّي نزوات «المعلّم»، وجلفه.
عند مدخل المنزل الفخم، يهرول المالك اللبناني وزوجته الحسناء لاستقبال الضيف «الكبير».
«إنّه لشرف عظيم ..». لا يسمع «المعلم» بقية الجملة. يهمس سائلاً بيقين من يعرف أن أوامره كلها تطاع: «هل دعوتم كل من طلبته؟ هل أعددتم كل الأطباق التي دوّنتها؟ هل أحضرتم نوع المشروب من الخارج»......
بيروت- يوم من أيام الربيع العام 2005
سحر تخرج رأسها من شباك السيّارة العابرة عند البطركيّة، تصرخ في وجه ثلاثة شبّان ينهالون ضرباً على عامل نظافة سوري الجنسيّة.
دمشق- يوم من أيام صيف العام 2006
حللٌ من الطعام وصوان عليها مشروبات وشطائر، لا تنفك تصل إلى نقطة العبور في جديدة يابوس، حيث تقف لجان أهلية لاستقبال فقراء مشوا من لبنان، عابرين جروداً وصخوراً وتلالاً، على وقع الصواريخ الإسرائيليّة وأزيز الـ «ام كا»، بأولادهم وكهولهم وأكياس من النايلون تحوي ما استطاعوا «توضيبه» قبيل ترحالهم المفاجئ.
شارع الحمرا- يوم من أيام صيف العام 2012
بخجل، تقف السيدة التي لم تتجاوز منتصف العشرينات، من حولها أربعة أطفال أو خمسة، بأعمار متفاوتة. ملابسها المتواضعة نظيفة. تحمل حقيبة يد. الأولاد يتقاسمون كل جزء من أطراف عباءتها.
تتقدم خطوة إلى الأمام، تحاول مدّ يدها، ثم تخطو إلى الخلف. تخفض نظرها. تحاول ثانية، وثالثة.
بعد أسبوع، كانت تجلس أرضاً، وأولادها من حولها، يدها ممدودة طوال الوقت، وهي تتحدث إلى مواطنتها التي تجلس وأولادها بالقرب منها، بيدها الممدودة أيضاً.
بيروت- أمسية من أمسيات صيف العام 2013
تتوقف السيّارة الفارهة عند مدخل فندق فخم في «واجهة بيروت البحرية». يترجّل رجل ضخم بسيجار يوازي طوله طولاً. من الباب الآخر، تخرج زوجته المتصابية، بمساحيقها، وشفتين متورّمتين، وملابس أوروبية الصنع.
عند المدخل ملصق لسهرة «من العمر» مع المطرب اللامع في حديقة الفندق.
عرسال- يوم من أيام صيف العام 2014
A+
A-
share
أحدث فيديو
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
25 نيسان 2024 بقلم زهراء عياد، صحافية
25 نيسان 2024
بقلم زهراء عياد، صحافية
08 نيسان 2024 بقلم رهف أبو حسّان، صحافية
08 نيسان 2024
بقلم رهف أبو حسّان، صحافية
07 نيسان 2024 بقلم ربى الزهوري، صحافية
07 نيسان 2024
بقلم ربى الزهوري، صحافية
تحميل المزيد