زياد صعب: محارب سابق يدين العنف ويناصر السلام

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 01 كانون الأول 13 10 دقائق للقراءة
زياد صعب: محارب سابق يدين العنف ويناصر السلام
مع مسوؤول سرية الدبابات في بلدة الرميلة العام 1985
بعد اختياره العنف طريقًا لتحقيق التغيير، يعيد الشيوعي السابق زياد صعب النظر إلى تاريخه النضالي وخياراته السياسية بعد أن دفع من حياته الخاصة ثمنًا لها، ورأى كلفتها على حياة الوطن. هو الذي مثّل في السبعينات نموذج طبقة منهكة من اللبنانيين التي دخلت الحرب من أجل التغيير، تعلّم أن العنف لم يحقق إلا نتيجة سلبية، وأن الحرب لم تجلب سوى مزيدًا من الخراب. وان ينظر إلى تجربته الحزبية بعين الناقد، فهو لم يتوقف عن النضال، ولكن بدّل الوسائل. عوضًا عن حمل السلاح، بات اليوم يحمل شمعة يضيئها في العتمة التي يمر بها لبنان. ما زال يكافح، ولكن سلميًا.

وإذ يحمّل مسؤولية الإنقسام السياسي لكل الأحزاب اللبنانية، يسأل نفسه وكل لبناني: ماذا نفعل نحن للبنان؟ معه كان هذا الحوار الصادق والشفاف بغية التعلم من تجربته الشخصية ونتائج المعارك التي خاضها، علّ التاريخ لا يعيد نفسه، ويكون السلام مسار التغيير نحو مستقبل أفضل.       

من هو زياد صعب في 2012؟

أنا اليوم ناشط في حركة السلام الدائم وعضو لجنة تنسيق في جمعية "وحدتنا خلاصنا"، أعمل من أجل السلم الاهلي لأني اؤمن أن السلم مسؤوليتنا لا مسؤولية الدولة فقط. أدير في حركة السلام الدائم مشروعين "مخاطر الأسلحة الخفيفة" و"الذاكرة والمصالحة" الموجّه إلى الشباب. وبالإضافة إلى عملي في المجتمع المدني، أعمل في وزارة المهجرين حيث أرأس دائرة الشباب. والعملان يكمّلان بعضهما، لذلك أستطيع التنسيق بينهما.

ما هي قيمك في الحياة؟

أؤمن بجموعة من القيم أهمها العدالة والمساواة، وهذه القيم لا تنكرها الأديان ولا الأحزاب السياسية مهما ارتكبت من مجازر. المهم إذاً كيف تمارَس. من خلال عملي في المجتمع المدني أعمل على تحقيق هذه القيم وأساهم في صناعة التغيير بنسبة معينة على صعيد العقلية السائدة. ولكن في الوقت عينه، أدرك تمامًا ان النتائج بعيدة المدى، لا يمكن لمسها فوراً. فالموضوع يتعلق بالوعي، وهو لا يقاس بالكيلوغرام. ولكن إذا منعنا طفلاً واحداً على الأقل من حمل السلاح، نكون قد أنقذناه وأنقذنا ضحيته المحتملة. فالتغيير عمل تراكمي، يشبه كرة الثلج التي تكبر شيئا فشيئًا.

كيف تقرأ الأحداث الأمنية الأخيرة في لبنان؟

ارتفعت نسبة الخطورة في الأحداث الأخيرة بحيث أصبح السلاح أكثر انتشاراً وبات الموقف منه أكثر إلحاحاً. ولكني متفائل. هناك جانب إيجابي مما حدث، فالأمور يجب أن توضع أخيراً على الطاولة. أما الجانب السلبي فيكمن في إعادة إحياء جو الحرب الأهلية.

ما رأيك بأداء الإعلام اللبناني في تغطيتها؟

في ضوء هذه الأحداث، رأينا الإعلام لاول مرة يغطي اللّقاءات المتعلقة بالسلم الاهلي. يمكن القول ان الاعلام بدأ يلعب دورا ايجابيا في تعامله مع النزاع وخصوصاً في موضوع السلاح، من خلال الاضاءة على هذه المشكلة والتوعية على خطروتها. صحيح ان الاعلام في لبنان لصاحبه بشكل عام، ينفّذ سياسات حزبية ضيقة، ولكن هذا الواقع لا يعني هروب الاعلاميين من القيام بواجبهم وتحمل مسؤولياتهم تجاه الرأي العام. غير انّ بعض الصحافيين مدركين مثلنا ضرورة السلم الاهلي، فلا نجد صعوبة في اقناعهم في تشكيل قوة ضغط داخل مؤسساتهم للتسويق لهذه الفكرة.

لم يُقال ان رغم الحرب الاهلية كانت الاوضاع أفضل في لبنان؟

اذا قارنّا حرب 1975 مع الاحداث الاخيرة، نجد ان احزمة البؤس ما زالت موجودة، الا ان نسبة الفقر ارتفعت، كما ان الطبقة المتوسطة سُحقت. اما الانقسام فكان افقيا، اي بين السلطة والناس، ولكنه أصبح اليوم عامودياً، وهو أخطر، لأنه بات انقسامٌ طائفياً ومذهبياً. بالاضافة الى ذلك، تعزز دور العامل الخارجي وارتفع عدد الدول المتدخلة في سياسة لبنان.

 

نظرا الى واقع اليوم، هل تجد لبنان على أبواب حرب أهلية جديدة؟

لا يمكن نسيان كلفة الحرب الاهلية: 150 الف قتيل، 300 الف جريح، مليون مهاجر ومهجّر، و17300 مفقود، وجرح أهل هؤلاء يبقى مفتوحا حتى يحصلوا على جواب حول مصير ذواتهم. ولا بد من الاشارة الى ان الستين مليار دولار دين، جزء منها نهب والجزء الاكبر هو فاتورة الحرب الاهلية. الا ان نتائج الحرب الاهلية لا تقاس فقط  بنسبة الدين ولكن ايضا في التطور الذي لم يحصل. لبنان كان فعلا سويسرا الشرق، اما اليوم فأعطى مكانه الى دبي. في قبرص في جولة سياحية، قالت احدى المنظمات: "احد اسباب نهضة قبرص السياحية والاقتصادية والعمرانية هو حرب لبنان". الفرق الاقتصادي اذاً ليس أبداً تفصيلياً. ولكن على صعيد اخر، فان الاشخاص الذين شاركوا في الحرب الاهلية ما زالوا على قيد الحياة، ولديهم عائلات واولاد. صحيح انهم ليسوا جميعا مقتنعين بأن الحرب غير مجدية، ولكن العديد منهم يلعبون دور ممتصي الصدمات. لهؤلاء تجربة خاصة في الحرب، دفعوا ثمنها غاليا، وينبهون من اعادة التجربة. كلفة الحرب اذا الذي لا يزال لبنان يعيش نتائجها، تمنع من تجدد الحرب. في العالم العربي عموما وفي لبنان خصوصا نقول ان التاريخ يعيد نفسه، ولكن التاريخ وقت يمر، المشكلة تكمن في الناس. السؤال هو: هل التاريخ يكتب عنا او نحن من يصنع التاريخ؟

انتقالا الى تاريخك النضالي، ما هي الاسباب التي دفهت بك الى الدخول الى الحزب الشيوعي؟

هناك عوامل عدة ساهمت في دخولي الى الحزب الشيوعي. انا من عائلة فقيرة، قبل ان اولد نزحت العائلة من راشيا، البقاع الغربي، الى بيروت بحثا عن لقمة العيش في ظل غياب التنمية في الأرياف. تمركزوا في بؤر سميت لاحقا بؤر البؤس كالنبعة وبرج حمود والكارنتينا والضاحية وسبنايل. ولدت وسكنت في برج حمود، وعملت منذ سن الثانية عشر. كنت ارى من بيتي المتواضع البنايات الضخمة الصاعدة التي تحجب عني نور الشمس. التناقض في هذا الواقع طرح في ذهني فكرة التغيير. وفضلا عن العامل الاجتماعي، هناك العامل القومي، اذ تأثرت بعبد الناصر والكفاح المسلح ومنظمة التحرير الفلسطينية في زمن النهضة القومية. وايضا، كان يتمجد تاريخ البطولات امامي خصوصا وان ضيعتي قاومت الانتداب الفرنسي، وجدودي من الثوار الذين استشهدوا في قلعة راشيا. هكذا نما داخلي الحق في الاستقلال والدفاع عن النفس والقضايا المحقة. هذه العوامل اذا ادت في عام 1975 الى طرح السؤال التالي: كيف يجري التغيير؟ هناك خياران عادةً: الحوار والتنازلات المتبادلة او العنف. ببساطة اخترت العنف. من جهة اخرى، بدأت التفرقة الدينية تظهر مع بداية الحرب الاهلية. ولكن الموضوع الاساسي بالنسبة إليّ كان ابو جميل، احد رجال الدين الذي كان يزورنا كل يوم، فنضطر نحن الاولاد ان ننزوي في غرفة مجاورة للغرفة التي كان يجلس فيها مع ابي. وكان ممنوع علينا ان نصدر اي صوت وإلا نعاقَب. فتشت من هو الحزب الذي ضد ابو جميل، فوجدت الحزب الشيوعي. وأعطيت هذا الحزب كل شي: سنين المراهقة، وقتي، طاقتي.. لم يكن لدي وقت حتى لأولادي، كبروا وانا بعيد عنهم. كنت اعتبر ان التضحية مهمة في سبيل الوطن، وكل من حمل سلاح وقاتل آنذاك واستشهد، كان مؤمنا بخدمة الوطن.

 

لماذا خرجت من الحزب الشيوعي، وما الدروس التي حملتها معك؟

خرجت من الحزب الشيوعي لان طريقة تفكيري تغيرت ومقاربتي للأمور تبدلت. ولكن نقدي هو نقد شخصي، موقفي ليس من الاشخاص بل من الفكرة. كنت مقتنعا سابقاً بالتغيير من خلال العنف. ولكني لاحظت انه عندما يؤمن طرف بالعنف ولا يقبل طرف ان يتنازل، لا ينتصر احد في المحصلة، ونكون فقط ابطال الخسارة. لم أعد اريد الانتماء الى مجموعة تملك أجوبة على كل الاسئلة، اذ ادركت ان الحقيقة ليست مطلقة، فرحت أفتش عن أجوبة جديدة ومقاربات مختلفة، بعيدا عن المنطق الايديولوجي الذي يقدم فكراً لم يعد يقنعني. من جهة اخرى، انتميت الى ذهنية انتقدت نفسي عليها لاحقا، وتتمثل في فكرة القوى الانعزالية. وافقت على هذا المنطق بالرغم من انني كنت علمانيا. لكن بطريقة غير مباشرة، لم اعارض فكرة التوقيف على الحواجز مثلا، وبررت لجميع القوى حتى الطائفية، بالخطف على خلفية الهوية، فقط لان الاخرين ينتمون الى المناطق الانعزالية. وايضا، تعلمت انه من المستحيل ان نكون قوميين عرب او اممين من دون ان نكون لبنانيين وطنيّين. وهذا هو اهم الاخطاء الفكرية التي ارتكبناها في الحزب الشيوعي اذ طمسنا الهوية اللبنانية لصالح الاممية. تعلمت انه يجب تأسيس وطن مستقل وعادل اولا، بغية تحقيق الاممية. اما العكس، فليس صحيحا.

 

لقد اعدت التجربة الحزبية من خلال انتسابك الى حركة اليسار الديموقراطي ضمن تكتل 14 اذار. ما الدافع الى ذلك؟

برأيي، يجب ان يكون هناك طرح جديد للقضايا، ولقد وجدت ان حركة اليسار الديموقراطي تقدم مقاربة جيدة في ذهنية مختلفة. اما نجاحها في ذلك، فموضوع اخر. وتجدر الاشارة الى انني لم انشق عن الحزب الشيوعي، بل تبدلت طريقة تفكيري بالكامل. فمأخذي مثلا على الحزب الشيوعي انه قولب ماركس ووضعه في اطار حزبي، في حين ماركس لم ينادِ يوما الى انشاء حزب. صحيح انني اميل الى 14 اذار وكنت قد انخرطت في النضال السلمي لاول مرة من خلال الستين يوما التي قضيتها في وسط بيروت، ولكن هذا لا يعني اني اوافق على الخطاب السياسي المستخدم بالكامل، الا انني لم اعد على الاقل انطلق من ايديولوجيا معينة للحكم على الامور واوافق على كل شيء.

 

في ظل المقاومات العديدة التي عرفها لبنان، بين وطنية ومسيحية واسلامية، كيف تحدد المقاومة ومتى تجوز؟

المقاومة هي حق تكرسه الامم المتحدة من خلال صيانتها للحق في مقاومة الاحتلال وحق الشعوب في تقرير مصيرها. وبذلك، تجوز مقاومة الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين من جهة، وفي لبنان من جهة اخرى. ولأن للّبناني حق في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، نشأت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في 16 ايلول 1982، وكان الشيوعيون عمادها الاساسيين. اما انا، فكنت شريك اساسي فيها وملتزم الى حد كبير. كانت الجبهة الوطنية فريدة من نوعها في المنطقة في ظل غياب المقاومة في كل من سينا والجولان. وفي عشرة ايام، هزمنا الجيش الاسرائيلي التي وصلت دباباته الى بيروت. ما زالت اتذكر تماما كيف نادوا اللبنانيين: "نحن جيش الدفاع الاسرائيلي، الرجاء عدم اطلاق النار".

ما الانتقاد الذي توجهه الى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية؟

كانت اولويتنا في الجبهة الوطنية اللبنانية القضية الفلسطينية لاننا كنا ننطلق من الأممية ونعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية. كنت مستعدا ان انسحق لصالح الاممية. ولكن كان يجب ان اقول ان هناك حدود. والحدود هي القضية اللبنانية التي لم آخذها بالاعتبار حينها. غير انني أدركت ان المصلحة اللبنانية هي الاهم. وايضا، ليس صحيحا انه بقدر ما نكون قريبين من القضية الفلسطينية بقدر ما نكون يساريين. من جهة اخرى، من احد الاخطاء التي ارتكبها اليساريون العرب من ضمنهم انا، هو عندما برز اشخاص تنويريون بين الاسلام اعتبرناهم الاخطر لانهم يؤخرون التغيير الذي كنا نريده: التغيير الجذري والفوري.

 

هل تعتبر نفسك لا عنفيا؟ وفي اي ظروف تحمل السلاح مجددا؟

انا امارس اللاعنف، واتخذت قرارا ان اعمل من اجل السلم الاهلي وألا ادخل الحرب نهائياً، ولكن السلام ليس حلما رومنسيا. لا اعرف بحجة الدفاع عن النفس الى اي مدى استطيع ان ابقى لاعنفياً. اما اذا دخل مسلّح الى بيتي، سأضطر الى حمل السلاح مؤقتا لأدافع عن نفسي. في هذه الحالة، يصبح استخدام السلاح مشرّعاً. واذا الجيش الاسرائيلي دخل الى لبنان سأقاوم من جديد ولكن بوسائل اخرى. سأقاوم بشكل مستقل اذا عجزت الدولة عن فعل ذلك، ولكن يجب اولا تقوية الدولة ومؤسساتها لتسيطيع القيام بعملها وتكون قادرة على اتخاذ قرار السلم والحرب. فالمقاومة ليست مهنة، هي تحرير. الاكيد، انه لا يجوز ابدا استعمال السلاح في الداخل، والاولوية تبقى دائما للتفاوض.

كيف يمكن تحقيق المصالحة بين اللّبنانيين برأيك؟

لا يمكن تحقيق المصالحة في لبنان، الا من خلال النظرة الى الماضي بعين الحاضر من اجل المستقبل. على مكونات القوى في لبنان، طوائف واحزاب، قراءة التاريخ من منظار نقدي، لا بهدف اثبات من كان على حق. هذه اول خطوة نحو المستقبل. اما كتاب التاريخ، فدوره يأتي في ذكر الاحداث التاريخية من لسان اصحابه وترك للقارئ حرية الحكم. لا يمكن اعادة تكوين نظامنا على الاسس ذاتها التي سببت الحرب الاهلية، يجب الاعتراف بالأخطاء التي ارتُكبت والمسامحة من دون انتظار. فالتعايش لا يجب ان يكون مرحليا. وبواقعية اقول ان عملية الصالحة تبدأ من هؤلاء الذي شاركوا في الحرب، فلا يمكن استئجار ناس من الخارج. صحيح ان اللبنانيين يختلفون ببعض الطقوس والتقاليد ولكن هناك الكثير ما يجمعهم: العلاقات الاجتماعية، اللغة، الجغرافيا.. يجب ان يمارس الحوار من دون توقعات مسبقة واهداف مقررة، ليصل الاطراف الى منتصف الطريق حيث يربح الجميع. لا يجب ان يتحول الرأي الاخر الى أغنية والقول: "احترمه ولكن.." يجب ان نفهم ان النزاع طبيعي والاختلاف طبيعي، الا ان السؤال يكمن في كيفية التعامل مع النزاع وما الوسائل المستخدمة. اذا استُخدم العنف يتحول النزاع الى خطر، اما اذا اختير اللاعنف فيكون النزاع فرصة. وطاولة الحوار ضرورية لمسار المصالحة، فهي اذا لم تربّح، فهي لا تخسّر.

في الختام، بماذا توصي اولادك وبماذا تنصح اللّبنانيين عموما والشباب خصوصاً؟

انا ادعوهم جميعا الى عدم  الاستقالة من العمل السياسي لانه في جوهر المجتمع المدني، بل هو جزء مكون له، اذ كل ما له علاقة بالشأن العام هو سياسة. المشكلة ليست في السياسة بل في طبيعة العمل السياسي. يجب رفع شأن العمل الحزبي وتطوير الاحزاب كي لا تبقى قوة ضاغطة بيد الطوائف. فمعظم النقد يأتي من أفراد لا من احزب، اذ قليل ما يحضن الحزب النقد. أدعو جميع اللّبنانيين والشباب خاصة الى التعلم من أخطاء الماضي، فالحرب ليست نزهة.

A+
A-
share
كانون الأول 2012
أنظر أيضا
01 كانون الأول 2013
01 كانون الأول 2013
01 كانون الأول 2013
01 كانون الأول 2013
أحدث فيديو
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
25 نيسان 2024 بقلم زهراء عياد، صحافية
25 نيسان 2024
بقلم زهراء عياد، صحافية
08 نيسان 2024 بقلم رهف أبو حسّان، صحافية
08 نيسان 2024
بقلم رهف أبو حسّان، صحافية
07 نيسان 2024 بقلم ربى الزهوري، صحافية
07 نيسان 2024
بقلم ربى الزهوري، صحافية
تحميل المزيد