«تحت سماء بيروت»

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 01 نيسان 18 0 دقائق للقراءة
في كانون الأول من العام 1983، عدت إلى لبنان بعد أن درست في كاليفورنيا لمدة 3 سنوات. كان قد فاتني شيء مهم: الاجتياح الإسرائيلي في عام 1982. أستعمل كلمة «فات» لأنني شعرت بالذنب لعدم مشاطرتي اللبنانيين إحدى أصعب وقائع الحرب. ذهبت إلى مخيم شاتيلا للاجئين، متلهفة لمقابلة الأشخاص الذين نجوا من المجزرة قبل عام. مشيت في بعض الشوارع المهجورة وتحدثت إلى الناس ووجدت بعض شواهد المجزرة. وجدت مقبرة جماعية عند مدخل المخيم، كان البعض يقول إن المئات من القتلى وآخرون الآلاف منهم قد دُفنوا فيها ولا يزالون يرقدون هناك. قابلت فتى في الثامنة من عمره أخبرني إنه الناجي الوحيد في عائلته. فقد تمكّن بجسده الصغير من الاختباء في غسالة في حين كانت عائلته بأكملها تُقتل تحت رشق الرصاص. لم تتغيّر تلك المقبرة الجماعية حتى اليوم، فهي لا تزال أرضاً قاحلة، إنما أضيف إليها نصب تذكاري في ذكرى الموتى. أمامه طُرِحت بعض باقات الزهور المغلفة بورق السلوفان وبعض الجداريات من الصور الظلية السوداء على الجدران المحيطة وقفص مع بعض الدجاج يرقد على جانب من «المقبرة».
التقطت هذه الصورة في أحد الأزقة الضيقة في المخيم يوم زيارتي له في عام 1983. ما من أناس فيها، يسودها صمت موحِش وبعض الأشياء المشتتة وربما أطياف الأبرياء الذين ركضوا في هذه الأزقة الضيقة في أيلول 1982 على أمل الإفلات من همجية السفاكين الذين أردوهم.
 
 

تصوير: ألين مانوكيان، مصورة

A+
A-
share
نيسان 2018
أنظر أيضا
09 كانون الأول 2020
09 كانون الأول 2020
17 أيلول 2020
17 أيلول 2020
07 أيار 2020
07 أيار 2020
أحدث فيديو
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
25 نيسان 2024 بقلم زهراء عياد، صحافية
25 نيسان 2024
بقلم زهراء عياد، صحافية
08 نيسان 2024 بقلم رهف أبو حسّان، صحافية
08 نيسان 2024
بقلم رهف أبو حسّان، صحافية
07 نيسان 2024 بقلم ربى الزهوري، صحافية
07 نيسان 2024
بقلم ربى الزهوري، صحافية
تحميل المزيد