هادي حبيب... لاعب التنس اللبناني الذي تحدّى المعوقات ووضع اسمه في "الغراند سلام"

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر منذ 13 ساعة بقلم ربيع يونس ، صحافي 0 دقائق للقراءة
هادي حبيب... لاعب التنس اللبناني الذي تحدّى المعوقات ووضع اسمه في "الغراند سلام"
"شعرتُ بأن كرة المضرب مختلفة. لم تكن مجرد لعبة، بل تحولت إلى شغف وحياة"، يقول اللبناني هادي حبيب (26 عاماً)، وهو يتذكر لحظاته الأولى مع الكرة الصغيرة ومضربها. في بلدة مطيلب الواقعة في قضاء المتن، كان هادي ذي التسع سنوات يقف وحيداً في ملعبٍ مهمل، حاملاً مضرباً صدئاً، ويرمي كرة بالية نحو جدار الملعب العتيق، بينما كان أصدقاؤه يلعبون كرة القدم في الأحياء. منذ ذلك الوقت، أدرك مدى حبه للعبة.

يقول: "كنت أتوجه يومياً إلى ذلك الملعب المهجور بعد عودتي من المدرسة"، مضيفاً: "لم يكن هناك مدرب ولا معدات حديثة، ولا حتى شبكة. لكنني شعرت أن هذه اللعبة أشبه بالسحر".

لم يكن الانتقال من تلك اللحظات إلى الاحتراف سهلاً. يقول ساخراً: "في لبنان، كرة القدم هي السيدة الأولى"، مضيفاً: "كان عليّ أن أشرح لجميع من حولي أن كرة المضرب يمكن أن تكون مهنة أيضاً". التحديات كانت كثيرة، منها نقص المدربين، وصعوبة السفر للمشاركة في البطولات، وعدم وجود الدعم المادي الكافي، لكن إصرار هادي وحبه للعبة شكلاً دافعاً مستمراً له للمتابعة.

"كانت هناك أيام شعرت فيها بالإحباط"، يقول. "وكلما كنت أقترب من الاستسلام، أتذكر ذلك الطفل الذي كان يلعب وحيداً في الملعب المهجور. كنت مديناً له بأن أستمر". وقد كافأه القدر. في بطولة أستراليا المفتوحة لعام 2025، لعب هادي ضد المصنف 65 عالمياً، الصيني بو يان شاوكيت. يقول: "عندما دخلت الملعب، شعرت بثقل المسؤولية. لم أكن ألعب لنفسي فقط، بل لكل طفل لبناني يحلم بأن يصبح لاعباً". وفي نهاية المباراة، أصبح أول لاعب كرة مضرب لبناني يتأهل للدور الثاني في إحدى دورات الغراند سلام. يعلق قائلاً: "لا أستطيع وصف ذلك الشعور. كنت أسمع هتافات الجماهير اللبنانية على المدرجات، وأشعر أن كل التضحيات كانت تستحق هذه اللحظة".

بالنسبة لهادي، التأهل هو "مجرد بداية". يقول: "أريد أن أكون قدوة للشباب العربي، وأثبت أننا قادرون على المنافسة على أعلى المستويات". خارج الملعب، يحلم هادي بإنشاء أكاديمية لكرة المضرب في لبنان. "أريد أن أمنح الأطفال الفرص التي لم تكن متوفرة لدي، وأن نخلق جيلاً جديداً من الأبطال".

ويوجه رسالة إلى الشباب قائلاً: "لا تنتظروا الظروف المثالية. ابدؤوا من حيث أنتم، وبما لديكم. بدأت اللعب بمضرب صدئ وكرة بالية في ملعب مهجور".

حين يعود هادي إلى قريته مطيلب، يزور ذلك الملعب القديم حيث بدأت الحكاية. "أقف هناك وأتخيل الأطفال الذين قد يأتون من بعدي، ويحملون أحلاماً أكبر، ويعرفون أن المستحيل قد يصبح ممكناً". لم يكتفِ هادي بكسر الحواجز، بل أعطى الأمل لجيل كامل. بدأت قصته بحلم صغير وإصرار وحب كبيرين. أليست الإنجازات العظيمة تتمّة لأحلام أطفال رفضوا الاستسلام؟ 

A+
A-
share
أنظر أيضا
18 حزيران 2025 بقلم فاطمة خاطر
18 حزيران 2025
بقلم فاطمة خاطر
15 حزيران 2025 بقلم زينب غازي
15 حزيران 2025
بقلم زينب غازي
07 حزيران 2025 بقلم زهراء عياد، صحافية
07 حزيران 2025
بقلم زهراء عياد، صحافية
أحدث فيديو
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
21 حزيران 2025 بقلم ربيع يونس ، صحافي
21 حزيران 2025
بقلم ربيع يونس ، صحافي
20 حزيران 2025 بقلم جاد فقيه، صحافي
20 حزيران 2025
بقلم جاد فقيه، صحافي
18 حزيران 2025 بقلم فاطمة خاطر
18 حزيران 2025
بقلم فاطمة خاطر
تحميل المزيد