المُبادرات الرائدة لشباب من جبل لبنان نموذج يُقتدى به في كل المناطق

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 24 آذار 21 بقلم ايمان العبد، صحافية 4 دقائق للقراءة
 المُبادرات الرائدة لشباب من جبل لبنان نموذج يُقتدى به في كل المناطق
©عدرا قنديل


يرزح لبنان منذ عام 2019 تحت وطأة أزمة إقتصادية حادة، أدّت إلى تدهور الأوضاع المعيشيّة للبنانيين في ظل فرض فيروس كورونا قيوده على الإقتصاد، ليأتي بعدها إنفجار 4 آب عام 2020. وكبقيّة المحافظات اللبنانية، تأثرت محافظة جبل لبنان من جرّاء هذه الأزمات المتتالية التي فرضت ثقلها على اقتصادها. لكن، كان للشباب الدور الأبرز في المساعدة على تخطي هذه الأزمات ومواجهتها من خلال مبادرات عديدة.

 

يرزح لبنان منذ عام 2019 تحت وطأة أزمة إقتصادية حادة، أدّت إلى تدهور الأوضاع المعيشيّة للبنانيين في ظل فرض فيروس كورونا قيوده على الإقتصاد، ليأتي بعدها إنفجار 4 آب عام 2020. وكبقيّة المحافظات اللبنانية، تأثرت محافظة جبل لبنان من جرّاء هذه الأزمات المتتالية التي فرضت ثقلها على اقتصادها. لكن، كان للشباب الدور الأبرز في المساعدة على تخطي هذه الأزمات ومواجهتها من خلال مبادرات عديدة.

منذ أزمة كورونا، عمد علي العيّاش، الشاب العشريني من منطقة عاليه في محافظة جبل لبنان، برفقة 10 شبّان من مناطق مجاورة، على نشر التوعية بين أهالي المنطقة حول فيروس كورونا وكيفيّة الوقاية منه. نتيجة الإغلاق العام وإقفال المؤسسات التجارية وتردي الأوضاع الإقتصادية، قاد علي مع مجموعة من رفاقه في الجبل، مبادرات تهدف إلى جمع التبرّعات المالية لشراء الحصص الغذائيّة وتوزيعها على العائلات الأكثر فقراً في المنطقة.

كذلك فعلت ليليان من منطقة بشامون في محافظة جبل لبنان، إذ قامت منذ بداية جائحة كورونا مع عدد من الشبّان، بتصوير فيديوهات توعويّة عن فيروس كورونا وضرورة الحدّ من إقامة المناسبات الإجتماعيّة تفادياً للإختلاط. كما عمدت ليليان خلال الأعياد، كعيدي الميلاد والأضحى، على معايدة الناس وأهل المنطقة عبر المذياع والميكروفون لتفادي إقامة الإحتفالات في الشوارع، كما اعتادت المنطقة كل عام.

من علي وليليان إلى طوني أبو متري من منطقة حمانا الذي كان يعمل مع الشباب في المنطقة منذ بداية الأزمة الاقتصادية، بالتعاون مع البلدية والجمعيات، لدعم العائلات الأكثر فقراً. مع بدء الجائحة، إضطر الطلاب في معظم المناطق اللبنانية، لا سيما طلاب بلدة حمانا، للجوء إلى التعليم عن بعد. وقد قام شبّان المنطقة من خلال التواصل مع المغتربين وعدد من الجمعيات، بتأمين حواسيب لطلاب العائلات الأكثر فقراً لكي يتمكنوا من متابعة دروسهم.

من كورونا والأزمة الاقتصادية إلى انفجار 4 آب الكارثي الذي هزّ العاصمة بيروت، مشهد الشباب المتطوّعين من مختلف المناطق اللبنانية في الخطوط الأماميّة للملمة جراح المتضرّرين، لا يمكن أن ينسى. إنفجار العاصمة جيّش شباب جبل لبنان بمختلف انتماءاتهم وطوائفهم لدعم المدينة المجروحة. عمد علي ومجموعة من الشبّان من منطقة الجبل، إلى تجميع أنفسهم أولاً بطريقة عفويّة ونزلوا إلى شوارع العاصمة المنكوبة، ثم قاموا بتنظيم تحركاتهم على مدى أيام متتالية. إنقسموا إلى مجموعات، تخصّصت كل واحدة منها في مجال معيّن: "عمليات التنظيف، توزيع الحصص الغذائية، إصلاح عدد من البيوت...". بعد إنفجار 4 آب، كان الدور الأساسي لليليان والشبّان من بشامون، يتركز على توزيع وجبات الطعام على المتطوّعين في المنطقة المتضرّرة. وقد حرصت المجموعة أيضاً على جمع التبرّعات المالية من أهالي منطقة بشامون وتقديمها إلى العائلات المتضرّرة والأكثر فقراً، وهم عموماً من أهالي منطقة الكرنتينا. كما قاموا بالتواصل مع الإغتراب اللبناني لتأمين الأدوية اللازمة للعُجّز القاطنين في المنطقة وللذين يعانون من أمراض مزمنة.

بعيداً من الأزمات، في إطار التشجيع على السياحة الداخلية في محافظة جبل لبنان وتحديداً منطقة كفرمتا التي تضمّ معالم أثرية وطبيعية شهيرة، عملت لجنة الصحة والبيئة في جمعية "إنماء كفرمتا" التي تضمّ شباب المنطقة من مختلف الإنتماءات، على إطلاق مشروع يشجع على السياحة الداخلية. وقامت بتأهيل معالم المنطقة السياحيّة كونها كانت مهملة وملوّثة وجعلتها مقصداً للسيّاح، وذلك بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. في الوقت عينه، عمد شباب المنطقة إلى إطلاق مجموعة بإسم "كفرمتا التنزّه" ونظموا من خلالها نشاطات وزيارات إلى المناطق الأثرية، شارك فيها أهالي البلدات والقرى المجاورة. على أثر هذا النشاط، زادت أعداد قاصدي بلدة كفرمتا من جميع المناطق اللبنانية.

هبة رامح هي واحدة من الذين شاركوا في رحلة استكشاف مناطق كفرمتا، علماً أنها لم تكن تعرف  المناطق الأثرية والطبيعية في المنطقة، إلاّ أن النشاط الذي شاركت فيه عرّفها على ضيعتها أكثر.

من جهته، يقول رئيس لجنة الصحة والبيئة في جمعية كفرمتا، إن الشباب لعبوا دوراً أساسيّاً في التوعية، مؤكداً أن هناك ثقافة بيئيّة جديدة يروّج لها الجيل الحالي في المنطقة، مثل الحرص على النظافة، ومنع ممارسة هواية الصيد وقتل العصافير الصغيرة، وحماية الطبيعة من التلوّث وغيرها. وأوضح أن دمج خبرات الجيل المخضرم مع القدرات والطاقات الشبابيّة، أمر بالغ الأهمية من أجل إدراج منطقة كفرمتا في الخارطة السياحية.

A+
A-
share
آذار 2021
أنظر أيضا
07 أيار 2020 بقلم نور المللي، منسق إعلامي لمختبر"شّدة" الإعلامي
07 أيار 2020
بقلم نور المللي، منسق إعلامي لمختبر"شّدة" الإعلامي
07 أيار 2020 بقلم ناتالي روزا بوخر، كاتبة وباحثة
07 أيار 2020
بقلم ناتالي روزا بوخر، كاتبة وباحثة
16 أيلول 2020
16 أيلول 2020
أحدث فيديو
قاتَلت في الحرب وبَنَت للسلام - تقرير رهف أبو حسّان
SalamWaKalam
قاتَلت في الحرب وبَنَت للسلام - تقرير رهف أبو حسّان
SalamWaKalam

قاتَلت في الحرب وبَنَت للسلام - تقرير رهف أبو حسّان

نيسان 08, 2024 بقلم رهف أبو حسّان، صحافية
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
08 نيسان 2024 بقلم رهف أبو حسّان، صحافية
08 نيسان 2024
بقلم رهف أبو حسّان، صحافية
07 نيسان 2024 بقلم ربى الزهوري، صحافية
07 نيسان 2024
بقلم ربى الزهوري، صحافية
06 نيسان 2024 بقلم أريج كوكاش، صحافي
06 نيسان 2024
بقلم أريج كوكاش، صحافي
تحميل المزيد