بناء السلم مسؤولية المجتمع الدولي ايضاً

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 01 أيار 14 0 دقائق للقراءة
كأن لبنان لا يكفيه اضطراب العلاقات في ما بين مكوّناته الداخلية لتأتي الأزمة السورية وتداعياتها السياسية والأمنية وتغرقه من جديد في بحر من التوترات، ليس أقلها وجود أكثر من مليون نازح سوري على أراضيه أي ما يعادل ربع سكانه المقيمين، في وقت تبحث أجياله الشابة عن فرصة عمل أو جواز سفر أجنبي بعد توالي الاحباطات الناتجة من ازمات وطنية متزامنة أو متوالية، نتيجة عجز قيام دولة قانون ترعى شؤون مواطنيها وتحفظ حقوقهم.

السلام كابوس تاجر السلاح... بريشة يزن حلواني

 
كعادته راهن لبنان مرة أخرى على المجتمع الدولي، ليس في معالجة صعوباته الداخلية فحسب، وانما في التعويل على اعانته عبر المشاركة في تحمل عبء الملف السوري الذي ينوء تحته، وكعادته أيضاً يجدد حصاد الخيبة. فهذا المجتمع الذي يكثر من التحدث عن الأزمة السورية وتداعياتها، يدرك الأخطار التي تهدد لبنان وسوريا نتيجة هذه الازمة ويدرك أن لا حواجز تعيق تمدّد الأزمة السورية الى الربوع اللبنانية، فلا حدود سالكة للبنان الاّ مع سوريا، فحدوده المفتوحة للتبادل والنقل والانتقال مع سوريا، في زمن السلم، هي مفتوحة أيضاً لانتقال السلاح والمسلحين في زمن الحرب. كما ان الفسيفساء السكانيّة تتشابه في كلا البلدين، وغالبية القوى الاجتماعية والسياسية اللبنانية تصطف وتتعاطف مع هذه الفئة أو تلك في سوريا الغارقة في أتون الحرب.
يدرك المجتمع الدولي الأخطار الاقتصادية للنزوح السوري على لبنان من منافسة اليد العاملة السورية الحرفية والماهرة لليد العاملة اللبنانية، ويعرف هذا المجتمع ضعف امكانات الحكومة اللبنانية في القيام بواجب إيواء النازحين وتوفير الغذاء والدواء والتعليم لهم. كما يدرك هذا المجتمع الدولي الأخطار الصحيّة والبيئيّة للانتشار الواسع للنازحين على كامل الاراضي اللبنانيّة. كذلك يدرك الأخطار الامنيّة الناتجة من هذا الوجود الكثيف والعشوائي.
كما يعي المجتمع الدولي تواضع امكانات الحكومة اللبنانية وانها عرضة لضغوط متواصلة من قوى داخلية وخارجية ومن الصعب عليها التعامل مع النازحين الحاليين، وليس لديها أية قدرات اضافية على الإطلاق للتعامل مع تدفق النازحين بأعداد كبيرة أو حتى استمرار أي تدفق من النازحين حتى ولو بشكل أبطأ.
كذلك يعي المجتمع الدولي أيضاً، أن معظم النازحين السوريين يميلون إلى التجمّع في المناطق التي تعتبر تقليدياً ضمن جيوب الفقر الموجودة في لبنان والتي تختزن، إضافة إلى سمات فقرها، عدداً لا يحصى من المشاكل على المستوى المحلي. ويدرك أن النازحين يميلون قدر مستطاعهم إلى البقاء على مقربة من المناطق ذات الإنتماء المذهبي نفسه، وفي ذلك ميل شديد الحساسية وطنياً.
لا سبيل للادعاء بجهل المجتمع الدولي للواقع المرير الذي يعانيه لبنان جرّاء تراكم أزماته الذاتية معطوفة على الأزمة السورية وتداعياتها، خصوصاً أن موفدي هذا المجتمع تزدحم بهم مدرجات المطار ذهاباً واياباً. رغم الدعوات المتكررة من اطراف عديدة الى تقديم عون جدي للحكومة اللبنانية وتقاسم الاعباء معها، نرى المجتمع الدولي يترك لبنان يرزح تحت حمل لا يدعوه الى تحمّله الاّ اقتناع شعبنا بضرورة مد يد العون الى جار في أزمة، في وقت يدرك هذا المجتمع أنه المسؤول الأول والأخير عن تحمّل أعباء أزمتي سوريا ولبنان.
إن بناء السلم ليس إرادة يتيمة من طرف واحد، وانما هي إرادة جماعيّة تتضافر فيها قوى المجتمع الدولي و المجتمع المحلي والحكومة اللبنانية، وفي حالتنا لبنان وحده يقاوم المخرز.
A+
A-
share
أنظر أيضا
09 كانون الأول 2020
09 كانون الأول 2020
17 أيلول 2020
17 أيلول 2020
07 أيار 2020
07 أيار 2020
أحدث فيديو
كلما أعطيت الأرض أكثر، كلما أعطتك المزيد
SalamWaKalam
كلما أعطيت الأرض أكثر، كلما أعطتك المزيد
SalamWaKalam

كلما أعطيت الأرض أكثر، كلما أعطتك المزيد

تشرين الأول 06, 2023 بقلم يارا ضرغام، -
تحميل المزيد