مناهضو العنصريّة في لبنان: المعركة طويلة

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 01 كانون الأول 14 4 دقائق للقراءة
مناهضو العنصريّة في لبنان: المعركة طويلة
مناشير موقعة بإسم «لجنة مناهضة الطائفية والعنصرية» © دار المص ّور
يخطئ من يظن أنّ العنصريّة في لبنان تجاه السوريين حديثة العهد، أو أنّها حصراً تجاههم. فللعمال الأجانب أيضاً نصيب من ارتفاع منسوب الكراهيّة والعنصريّة. كما أن التخوّف من «الخطر السوري» الذي يعتمده من يمارسون العنصرية حجةً كان قد سبقه قبل سنوات تخوّف من «الخطر الفلسطيني» أيضاً.
لكننا اليوم نشهد ازدياداً مرعباً لحالات الاعتداء على العمال السوريين في أنحاء مختلفة من لبنان. وهذه الحالة مشابهة لما حدث ضدهم عام 2005 حيث أصدرت حينها منظمة العفو الدولية تقريراً أشارت فيه إلى مقتل حوالى 20 عاملاً، فضلاً عن 31 عملية إضرام نيران بشكل متعمّد في ممتلكاتهم وإتلافها، عدا عن إحصاء نحو 700 مفقود سوري بين الأعوام 2005 و2010 بحسب جريدة «الأخبار» اللبنانية.
والواضح أن الاعتداءات السابقة والحاليّة على السوريين ليست «أعمالاً فرديّة»، كما يروَّج، بل تأتي ضمن سياق ممنهج من التحريض العنصري ضدهم، يبدأ من تصريحات السياسيين، مروراً بوسائل الإعلام والأحزاب بتعدد اتجاهاتها، وصولاً إلى الإجراءات الحكومية التعسفيّة وقرارات البلديات. وفي ظل هذا الواقع المزري للاجئين، نشهد ندرة في المواقف المناهضة لهذه العنصريّة، وأغلبيتها تنحصر في العالم الإفتراضي. أما على أرض الواقع فالتحركات تكاد لا تتخطى أًصابع اليد، ومن المؤسف القول أنّها تصدر عن المجموعات ذاتها، مما يطرح العديد من التساؤلات حول الجديّة في معالجة هذه المشكلة.
ومن المفيد التذكير هنا بأنه، قبل ثلاث سنوات، قامت «الحركة المناهضة للعنصريّة»، بمساعدة مجموعة من الناشطين والناشطات، بإنتاج فيديو قصير يردّ على التصريحات العنصريّة لاقى انتشاراً كثيفاً على صفحات التواصل الإجتماعي، إلّا أنه بالتأكيد لم يضع حدّاً لتلك التصريحات بل سرعان ما بادر العديد من البلديات بنشر لافتات على امتداد لبنان تقريباً، تمنع فيها العمال السوريين من حقّهم بالتجوّل. وعلى أثر ذلك قامت الحركة نفسها بالتنسيق مع «نسويّة» و«المنتدى الإشتراكي» بتعليق ثلاث لافتات مضادة، رحبت بالسوريين، واعتذرت عن الإنتهاكات العنصريّة. ولكنها ثلاث لافتات فقط حُصرت في مناطق بيروت يقابلها عشرات من اللافتات العنصريّة في مناطق مختلفة - كما تقول العضو في الحركة فرح سلكا - وتضيف: «كنا نأمل أن يبادر آخرون في مناطق أخرى للعمل بالمثل ولكن هذا الأمر لم يحصل»، وتؤكد أنّ «العنصريّة تأخذ أشكالاً متعددة، وفي كل فترة تُوجّه نحو فئة معيّنة كالعمال الأجانب، والفلسطينيين، واليوم نشهد تزايداً مرعباً في منسوبها ضد السوريين. وللأسف، فإن الجهات التي من المفترض أن تحاسب الفاعلين، هي من تحرّض على هذه الأفعال».
وفي السياق عينه، يقول تميم عبدو، وهو أحد المشاركين في «الحملة الداعمة للسوريين بوجه العنصرية»: «منذ البدء، أدرك القيّمون على الحملة أنّ التحركات الافتراضيّة من شأنها أن تستقطب عدداً أكبر من المشاركين، بالإضافة إلى أنّها قد تساهم في إيصال صوت مغاير للسوريين، لا سيّما أن وسائل الإعلام باتت تهمّش التحركات المناهضة للعنصريّة في حين تزيد من تهويلها للمشاكل الناتجة من وجود اللاجئين».
من جهّة أخرى، ومع تصاعد وتيرة الخطاب العنصري خلال السنوات الثلاث المنصرمة، نُظّم اعتصام وحيد قام به «المنتدى الاشتراكي» تضامناً مع اللاجئين واللاجئات، ترافق مع نشر بيانات ورسومات كرتونيّة تصوّر واقعهم، وترد على التبريرات العنصريّة. ويقول عضو المنتدى وليد ضو: «مواجهة العنصريّة لا تتم بكبسة زر، أو بنشاطات متفرّقة على أهميتها»، كما يشير إلى أنّ «هذه المرحلة تتطلّب البناء والتنظيم لمواجهة التحديات الحالية واللاحقة. فالحراك المناهض للعنصرية والفاشية لا يزال في بداياته، وقد يكون غير ملموس، ولكن بناء حركة متينة وراسخة يتطلّب وقتاً ومجهوداً كبيرين، وحتى يتحقق ذلك، لن نصمت ولن نترك الساحة خالية لخفافيش الليل والنهار».
إن الطريق ليس سهلاً لا سيّما أنّ النقابات التي تدّعي التغيير استثنت السوريين من جدول أعمالها، ولم تدافع ولو بكلمة عنهم وكأنّهم ليسوا عمالاً. والأمر نفسه ينطبق على الأحزاب اليساريّة التقليدية التي لم تصدر أي موقف تجاه قضيّة اللاجئين، ولا حتى بياناً يندد بالعنصريّة أو الاستغلال اللذين يتعرض لهما السوريون. انطلاقاً من هنا، فإن الحل لن يكون إلّا بإعادة بناء حركة عماليّة قاعديّة تشمل كل الطبقة العاملة، من كل الجنسيات ومن دون أي تفرقة.
تجدر الإشارة إلى أنه ، بعيداً عن الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي، ووفقاً لجمعيّة «دعم لبنان»، لوحظ في بعض المناطق كـ «فرن الشباك، وعين الرمانة، والحدث، والصنايع، ومار مخايل - النهر»، ظهور بوسترات ومنشورات تدعو إلى «رفع الأيدي العنصرية عن اللاجئين والعمال السوريين»، وهي موقّعة باسم «لجنة مناهضة الطائفيّة والعنصريّة». وقد نشرت الجمعية في موقعها النص المكتوب مع بعض الصور المرفقة. إلّا أنه حتى الآن لا معلومات عن هويّة هذه اللجنة ومثيلاتها أو عن خطّة عملها وخطواتها التالية.
A+
A-
share
أنظر أيضا
01 كانون الأول 2014
01 كانون الأول 2014
01 كانون الأول 2014
01 كانون الأول 2014
01 كانون الأول 2014
01 كانون الأول 2014
أحدث فيديو
أماني الخطيب: رحلة ناشطة ووسيطة محلية - تقرير عبير مرزوق
SalamWaKalam
أماني الخطيب: رحلة ناشطة ووسيطة محلية - تقرير عبير مرزوق
SalamWaKalam

أماني الخطيب: رحلة ناشطة ووسيطة محلية - تقرير عبير مرزوق

تشرين الثاني 04, 2024 بقلم عبير مرزوق، صحافية
تحميل المزيد