في هذا السياق، عملت أسرة الأمم المتحدة في إطار تعاونٍ وثيقٍ مع الحكومة اللبنانية وشركاء دوليين على تطوير خطة استجابة للأزمة في لبنان لعامي 2015 - 2016. وركّزت على لبنان واللبنانيين، وهدفت إلى زيادة حجم المساعدة المقدّمة إلى المجتمعات الضعيفة التي تستضيف النازحين السوريين، ودعم البلديات وغيرها من المؤسسات العامة. وستعزّز الاستجابة الدولية لعام 2015 أولويات إرساء الاستقرار التي أقرّتها الحكومة اللبنانية وتشدّد على دور الحكومة في إدارة الاستجابة.
وستكافح هذه الخطة في سبيل تحقيق ثلاثة أهداف: توفير المساعدة الإنسانية والحماية للنازحين السوريين والمجتمعات اللبنانية الأكثر ضعفاً، تفعيل قدرات أنظمة تقديم الخدمات الوطنية والمحلية، وتعزيز الرفاه الاقتصادي والمؤسساتي والبيئي والاجتماعي في لبنان.
هذه الخطة تضع الحكومة في الواجهة، وقد استفادت من استشارة أكثر من 70 شريكاً لضمان شموليّتها. وتناهز الميزانية الإجمالية المتوقعة 2.1 مليار دولار أميركي مع تخصيص ثلثها ثم ثلثيها على التوالي لإرساء الاستقرار والبرامج الإنسانية. وعموماً، سيستفيد 2.9 مليون شخص (50 في المئة منهم من اللبنانيين) من تدابير مختلفة.
وتتضمّن خطة الاستجابة للأزمة في لبنان مبادرات عدة تهدف إلى التخفيف من التوتّرات بين السوريين واللبنانيين، ومن بينها مبادرات على غرار الملحق الإخباري المشترك الذي يوزّع اليوم مع جريدتي «النهار» و»السفير»، بالإضافة إلى النسخة المترجمة إلى اللغة الإنكليزية التي توزّع مع جريدة «دايلي ستار».
وكما هي الحال بالنسبة إلى الأعداد الخمسة السابقة، سيحاول هذا العدد السادس من الملحق الإخباري المشترك مرة أخرى، تحديد قصص تعكس المرونة والمهارة الاستثنائية التي يتحلّى بها الأفراد والمجموعات في مواصلة عيش حياتهم، والاحتفاء بهذه القصص. ولهذا الغرض، جمعنا مقالات لصحافيين لبنانيين وسوريين مقيمين في لبنان يمثّلون صحفاً تعبّر عن وجهات نظر متعدّدة، ومن ضمنها صحيفتا «الحياة» و»العربي الجديد»، وصحيفة «المدن» الإلكترونية، وموقع «ناو» الإلكتروني، مع مساهمة على الغلاف الخلفي من الفنان السوري وسام الجزائري الذي شارك في أعمال فنية متعدّدة الوسائط حول الأزمة السورية.