إعادة النظر في سوق العمل وحاجاته من التكيّف مع أساليب "العمل من المنزل" إلى تعزيز الوظائف "المواكبة للمستقبل"

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 09 كانون الأول 20 بقلم ماريا فرنجية، المديرة الإدارية في وكالة Socialprise 5 دقائق للقراءة
إعادة النظر في سوق العمل وحاجاته من التكيّف مع أساليب "العمل من المنزل"  إلى تعزيز الوظائف "المواكبة للمستقبل"
©علي مرابط
يمكننا القول إنّ جائحة كوفيد-19، وإنفجار الرابع من آب، والأزمة المالية اللبنانية المستمرّة، قد أحدثت تحوّلاً كبيراً في مكان العمل.

يمكننا القول إنّ جائحة كوفيد-19، وإنفجار الرابع من آب، والأزمة المالية اللبنانية المستمرّة، قد أحدثت تحوّلاً كبيراً في مكان العمل.

وفي حين أنّ بعض الأعمال التجاريّة تناضل، فإنّ أعمالاً أخرى تشهد حالياً ازدهاراً واضحاً. فقد تمكّنت الشركات الناجحة، التي اعتمدت قرارات ذكيّة لحماية موظّفيها، واستراتيجيّات مرنة جديدة، وتحوّلت بسرعة نحو الأونلاين، من التغلّب على الأزمة.

وكانت كلّ من غوغل، وفايسبوك، وتويتر، وفوجيتسو، وماستركارد وغيرها، من أوائل الذين تبنّوا هذه الإستراتيجيّات.

وقد اعتمدت أساليب الإدارة الذكيّة التغييرات بسرعة وفعاليّة عبر استخدام تقنيات مثل المؤتمرات المرئيّة، وبرامج إدارة المهام، وأدوات التعاون الرقمي الأخرى.

كما تغيّر سلوك المستهلك، وشهد التواصل أونلاين، والترفيه أونلاين، والتسوّق أونلاين نمواً ملحوظاً بين عشيّةٍ وضحاها.

وقد خلقت التغييرات المتزامنة لنماذج الأعمال التجارية وسلوكيّات المستهلك، نوعاً من التناغم لدى من كانوا سريعين في التكيّف، وطلباً على وظائف "العمل من المنزل".

الفوائد

رغم أنّ العمل عن بُعد يمكن أن تكون له تحديّاته، إلّا أنّ فوائد كثيرة نتجت منه.

إذ أن الأعمال التجارية التي تتكيّف مع التغيير وتنفّذ عمليات مرنة، ستجد فيها مكسباً كبيراً. والواقع أنّ هذه الأعمال تعتنق "الوضع المعتاد الجديد".

وفي الوقت نفسه، ستلاحظ التغيّر الإيجابي في الإنتاجية والذي قد يصل إلى 20% وفقاً لبروفيسور بلوم، وهو أستاذ في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا. والمفتاح هنا هو اعتماد العمليات المرنة، وتحديد مواعيد نهائيّة واضحة، وتجنّب الإدارة التفصيليّة للفريق، ولكن ليس كلّ الموظفين أكثر إنتاجية في المنزل. في هذه الحالة، عليهم إيجاد بيئة مناسبة لضمان الإنتاجيّة، لأنّ ذلك سيكون القاعدة الجديدة.

ومع تطبيق النموذج الإفتراضي، سيبقى العمّال في مسقط رأسهم وسيسهمون في التنمية الإقتصادية للمناطق الريفيّة. وقد بدأت شركة "سوشيال برايز"، وهي وكالة لبنانية للتسويق الرقمي والإتصالات، العمل عن بُعد منذ 15 عاماً مع فريق من اللبنانيين العاملين في المناطق الريفيّة. تقول مديرة التسويق في شركة "سوشيال برايز" سيلا ب. : "العمل عن بُعد هو أعظم نظام عمل اختبرته، كما يدفعني إلى ممارسة الإدارة الذاتية بدون كلل".

وبسبب جائحة كوفيد-19 المستمرّة، والأزمة المالية، وإنفجار4  آب، أصبح الكثيرون عاطلين عن العمل. إنّ إنشاء ملف تعريف مستقلّ أونلاين من خلال تسليط الضوء على المهارات الفريدة وتقديم الخدمات أونلاين، من شأنه أن يساعد العديد من الناس في تحقيق الإيرادات.

إليكم بعض النصائح:

-     قوموا بمراجعة مواقع  JobsForLebanon.com، وLinkedIn، Hire Lebanese، والكثير غيرها للحصول على قوائم وظائف أونلاين.

-     كونوا نشطين على وسائل التواصل الإجتماعي من خلال عرض مهاراتكم، والعثور على طرق مبتكرة لربط التقنيات الرقميّة بمهاراتكم.

-     قوموا بصنع منتجات فريدة في المنزل وبيعها أونلاين.

لقد تحوّلت سوق العمل، من خلال منظور جديد تماماً يستعين بمواقع الويب عبر الإنترنت ومنصّات التواصل الإجتماعي، للترويج لمنتجاتها وخدماتها. مثالٌ على ذلك "Watani Store"، وهي سوق لبنانية تقدّم خدماتها مجّاناً لجميع المنتجات والخدمات اللبنانية، وتربطها بالشتات. فهي تجنّد المواهب اللبنانية للعمل من المنزل، وقد تبنّت هذه المبادرة التغيير في السوق على المستويات كافة. تقول نهى، مؤسّسة "Oils of Nature"، والتي قامت بتطوير أعمالها مع "Watani Store": "لقد شجّعتني زيادة الطلب العالمي على منتجاتي، على توسيع فريقي الذي يعمل من المنزل".

التحديّات

إنّ كلّ تغيير ينفرد بمجموعة خاصّة من التحديّات.

أهمّ هذه التحديّات، هو الحصول على المجموعة المناسبة من المعدّات لتحقيق الإنتاجيّة من المنزل. إذ إنّ العديد من الأعمال التجاريّة التقليديّة تستخدم أجهزة الكمبيوتر المكتبيّة في مكاتبها، ويستخدم الموظّفون حواسيبهم المحمولة الشخصيّة للعمل من المنزل. وبما أنّ المدفوعات الدوليّة أيضاً محدودة أو تتطلّب دولارات جديدة، تقوم العديد من الأعمال بالإستعانة بإصدارات البرمجيّات المجّانيّة لإدارة فرقها. إنّ خصائصها محدودةٌ بالتأكيد، ولكنّها سهّلت سير العمل.

لقد اصطدم التواصل بجدار. فكون روتين الإجتماعات وجهاً لوجه يشكّل أساساً للتواصل، أصبحت فرق العمل الآن مضطرّة إلى التكيّف مع التخطيط والمحادثات أونلاين.

من دون إشراف مادي، قد تكون إدارة المهام صعبة. وهنا ينبغي للإدارة أن تنفّذ نظاماً لإدارة المهام عبر الإنترنت. إنّ البرامج الشائعة المستخدمة هي "تريلو" (Trello)، و"أسانا" (Asana)، و"سلاك"(Slack)،  و"بيس كامب"(Basecamp)، و"أكتف كولاب"(Active Collab)، و"ورك بوك"(WorkBook)، و"جيرا"(Jira)، وMonday.com من بين برامج أخرى.

إنّ أساس العمل من المنزل يتطلّب اتصالاً جيداً بشبكة الإنترنت. ليس سراً أنّ نوعيّة الإتصال بشبكة الإنترنت في لبنان، ضعيفة وتتفاوت بين المناطق.

إنّ إدارة الوقت أمر صعب، خصوصاً بوجود الأطفال في المنزل. وقد صعُب الأمر أكثر مع اضطرار الأطفال إلى متابعة تعليمهم أونلاين. ويشعر أصحاب العمل أنّه من المبرّر التواصل مع موظّفيهم في أيّ وقت، حتى في وقت متأخّر من الليل. ويتمّ الضغط على الموظّفين لإنهاء جميع المهام لأنّه لم تكن لديهم ساعات عمل، وفجأة أصبح كلّ شيء عاجلاً. وبما أنّ الوضع ليس مؤقّتاً، فمن المستحسن تعيين ساعات عمل حتى في المنزل، لكلّ من أصحاب العمل والموظّفين. ذلك أنّ تخصيص وقت مرن للعمل من شأنه أن يعزّز الإنتاجية.

إنّ تغيير الثقافة يتطلّب الكثير من الوقت، ولا سيما بالنسبة إلى الجيل الأكبر سناً غير المعتاد على إستخدام التكنولوجيا للتواصل مع فريق عمله. فمن الضروري أن تثق الشركات بموظّفيها، وأن تبدأ في تقييم إنتاجيّتهم إستناداً إلى المهام التي تمّ تنفيذها، والمواعيد النهائية التي تمّ الوفاء بها، والعديد من المعايير الأخرى من خلال إستخدام الأدوات المتوفّرة أونلاين.

يتعيّن على الشركات أن تغتنم هذه الفرصة لإعادة تقييم حاجاتها التجاريّة، وتكاليفها، واستراتيجياتها الإداريّة من خلال التحلّي بالمرونة، وبالأخصّ مع فريق العمل. ويحتاج الموظفّون والشركات العاملة من المنزل إلى تعلّم مهارات جديدة يمكنهم تقديمها عن بُعد، وهذا من شأنه أن يسمح لهم في خلق توازن بين العمل والحياة. إنّ الشركات الإفتراضية هي المستقبل، ومن المستحسن كثيراً أن يكتسب الموظّفون والشركات العاملة من المنزل، كلّ المهارات اللازمة للعمل الفعّال من المنزل لكي تكون حياتهم المهنيّة "مواكبة للمستقبل".
A+
A-
share
كانون الأول 2020
أنظر أيضا
09 كانون الأول 2020 بقلم كريم مرهج، زميل باحث في السياسات مع غوغل في معهد عصام فارس، الجامعة الأميركية في بيروت
09 كانون الأول 2020
بقلم كريم مرهج، زميل باحث في السياسات مع غوغل في معهد عصام فارس، الجامعة الأميركية في بيروت
أحدث فيديو
قاتَلت في الحرب وبَنَت للسلام - تقرير رهف أبو حسّان
SalamWaKalam
قاتَلت في الحرب وبَنَت للسلام - تقرير رهف أبو حسّان
SalamWaKalam

قاتَلت في الحرب وبَنَت للسلام - تقرير رهف أبو حسّان

نيسان 08, 2024 بقلم رهف أبو حسّان، صحافية
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
08 نيسان 2024 بقلم رهف أبو حسّان، صحافية
08 نيسان 2024
بقلم رهف أبو حسّان، صحافية
07 نيسان 2024 بقلم ربى الزهوري، صحافية
07 نيسان 2024
بقلم ربى الزهوري، صحافية
06 نيسان 2024 بقلم أريج كوكاش، صحافي
06 نيسان 2024
بقلم أريج كوكاش، صحافي
تحميل المزيد